Thursday, November 8, 2018

أنا والرئيس: لقاء أول

ولا ينكر أحد أن التغذية الجيدة أمر مهم للبشرة، إذ يؤثر الغذاء في صحة البشرة.
لكن هذا يختلف عن مضايقة الأشخاص بسبب خياراتهم الغذائية بالتطوع بالنصح غير العلمي، فهذا يخلق بيئة من اللوم والنقد لمن يعاني أصلا.
والمرضى كثيرا ما يخبرونني بمدى ضيقهم بسبب التعليقات، وأن هذا يدفعهم للأكل المضطرب، ويتوجس الكثيرون من الطعام، ويفكرون أكثر من مرة قبل تناول الحلوى على مرأى ومسمع من آخرين.
ولدي أصدقاء في مجالات التغذية وعلم النفس يخبرونني أنني لست وحدي، بل الأمر نفسه يتكرر مع مرضاهم.
فما الحل إذا؟ إن كنت تعاني من "حب الشباب" وقد مسّك ما قلت، فعليك بطلب المساعدة من طبيب، كذلك لو كان هناك شخص تحبه بدأ يخشى الطعام جراء ما ببشرته من حبوب، فعليك بتشجيعه بالذهاب إلى متخصص.
ولا تخشى من مفاتحة طبيب الأسرة أو طبيب الأمراض الجلدية بشأن مخاوفك من الطعام. وقد يفيد كثيرا العمل مع فريق يضم متخصصا في التغذية ومعالجا نفسيا فضلا عن علاج البشرة.
والطعام ليس بالضرورة "جيدا" و"سيئا"، بل الأمر أكثر تعقيدا من ذلك، والاهتمام بالأكل من أجل البشرة يعني مراعاة النمط الغذائي ككل على مدار الوقت، ولا يتوقف على كيس حلوى التهمته اليوم.
دعيت للمشاركة في لقاء عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في مصر على هامش منتدى شباب العالم في شرم الشيخ. وخلال الجلسة طرحت عليه سؤالين حول شؤون الإعلام. لم أسع بالضرورة للحصول على إجابات قاطعة، لكنني كنت أسعى لفتح حوار حول قضيتين أرى أنهما حيويتان بالنسبة للمشهد الإعلامي المصري.
سؤالي الأول كان عن قدرة وسائل الإعلام في مصر على أداء دورها في ظل التشريعات والقوانين التي صدرت في الآونة الأخيرة والتي فى ظاهرها تنظم عمل الإعلام بينما هي في الحقيقة هدفها التقييد والمنع.
بدأ الرئيس السيسي الرد بالتأكيد على أنه متابع جيد للمحتوي الذي تقدمه BBC وهي لفتة اعتبرتها إيجابية للغاية خاصة أن الوجبة الإعلامية المتاحة له قد تكون متنوعة ودسمة، وتميز BBC بالمتابعة يعني نجاحا في حد ذاته.
ربط الرئيس عددا من القضايا فى معرض رده على أسئلتي قائلا إننا - أي الإعلام الأجنبي - نعالج القضايا بعيون غربية تناسب المجتمعات التي نبث منها وأن الظروف التي تمر بها مصر مختلفة، فمازحته قائلة "كل الفريق في القاهرة مصريين مية في المية يا ريس". طالب بأن نعالج القضايا بأسلوب أكثر شمولية وضرب مثلا على ذلك بقضية إصلاح التعليم التي نتناولها من جانب واحد هو جانب الانتقاد أو جانب المعارضة، فعقبت سريعا بالقول "إننا نحاول الوصول للمسؤولين الحكوميين ولكننا في معظم الأحيان نواجه بالصد أو رفض الحديث إلينا".
فأردف الرئيس بالقول إن الوزارات المختلفة لديها موازنات وتخصيص لمستشارين إعلاميين يجب أن يقوموا بمثل هذه المهام. وهو الرد الذي لم يكن مريحا للبعض.
وردا على فرض القوانين والتشريعات التي تخص الإعلام، قال الرئيس السيسي إن الاعلام لم يقم بالدور المنوط به على مدى الثلاثين عاما الماضية فى مصر. وقال إن الاعلام - الأجنبي خصوصا - أعطى انطباعا بأن خروج الرئيس من المشهد السياسي بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني سيحل كل المشكلات فى مصر وهو ما اتضح أنه غير صحيح.
أما سؤالي الثاني فجاء في شكل ملاحظة عن منتدى شباب العالم الذي يروج لقيم الاختلاف وثقافة التعددية، بينما المراقب للشأن المصري يلاحظ أن هناك صوتا واحدا هو صوت السلطة، فيما يقابل أي صوت مخالف بالتشكيك والتخوين. سألت الرئيس إن كان يتفق معي أن انتقاد السلطة والحكومة يصب في نجاح وتحسين الأداء في النهاية.
ورد الرئيس ممازحا الزملاء في الإعلام المحلي بالقول "يا ريتهم حتي بينقلوا عني صح. أنا بأقولهم أهو كلامي وبرده مش بينقلوه مزبوط"، فضجت القاعة بالضحك.
وتابع الرئيس بالقول إنه يتمني أن ينقل عنه الإعلام المصري ما يقول بأمانه "لأنني صوت أمين وشريف وواع لأنه صوت يمثل مصر".
عاد الرئيس مجددا إلى النقاط التي أثرتها عن التشريعات التي تخص الإعلام قائلا إن الاعلام يترك الساحة لوسائل التواصل الاجتماعي للقيام بدور سلبي وأن "الفكر التنويري والثقافة يجب أن توازي الإجراءات الأمنية في مواجهة الإرهاب".
وأضاف أن تحديث الخطاب الديني أصبح ضرورياً أكثر من أي وقت مضى وأنه ينبغي إصلاح منظومة التعليم لتقبل التعدد والاختلاف.
لم يرق جانب من الحديث للكثيرين من الزملاء من العاملين فى الإعلام المحلي، ورغم أن الجلسة كانت مخصصة لحوار الرئيس مع وسائل إعلام أجنبية، استغل البعض الفرصة لتوجيه انتقادات لـBBC التي وصفوها بأنها تعالج فقط حقوق الإنسان التي تخص من وصفوهم بالإرهابيين، كما حمل البعض الآخر على ما وصفوه بالتغطية المنحازة والسلبية.
وفِي ختام اللقاء، أعلن ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية عن تخصيص جلسة أسبوعية مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبي للبحث في شؤونهم وطلباتهم وهو الأمر الذي اعتبرته إشارة إيجابية على ضرورة التحاور المستمر بيننا. وعقب اللقاء أسعدني تواصل عدد من الوزراء والمسؤولين المصريين الذين أبدوا استعدادا للتواصل مع BBC والرد على تساؤلاتنا وهو ما اعتبرته بادرة إيجابية وإشارة على تعامل بناء مع وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في مصر خلال المرحلة المقبلة.
تحدث الرئيس في العديد من القضايا العربية والدولية وبقي الحوار الذي دار بيني وبينه وتعليقاته على المحتوى التحريري الذي تقدمه بي بي سي وما أعقبه من حوارات جانبية العنوان الأبرز في اللقاء.
في الصباح التالي، وفي طريق عودتي من شرم الشيخ إلى القاهرة، طالعت أصداء الحوار في عدد من وسائل الإعلام المحلية فأدركت تماما مغزى ما قاله لي الرئيس "ياريتهم بينقلوا عني اللي بأقوله صح