Monday, October 7, 2019

الزعيم الصيني ماو تسي دونغ بدأ "ثورة ثقافية" في الصين خلال عقد السبعينات

وكان اقتراح بث المنشور هو، أيضا، أحد ثمار زيارة المسؤول البريطاني للولايات المتحدة. وحسب الوثائق، يقول المسؤول "لقد أحيينا منشوراتنا باسم (تنظيم) "الإخوان المسلمين العالمي" التي كانت هاجمت سوكارنو في يونيو ويوليو 1965 وأبريل 1966".
وبرر مقترح فكرة الاستمرار في إصدار المنشورات اقتراحه بأن "المنشورات السابقة حققت بعض التأثير" ثم ركز على "أن ترسل المنشورات إلى الشخصيات البارزة والصحف خاصة في مختلف الدول المسلمة في أفريقيا وآسيا".
ويقول أحد المنشورات "لا ينكر أحد أن سوكارنو قد لعب في الماضي دورا عظيما في تحرير بلاده من المستعمرين، ولكن يجب أن يقال إن عيوبه وأخطاءه في السنوات الأخيرة قد غطت على عظمته في بادىء الأمر".
وطعن بقسوة في أخلاق الزعيم الإندونيسي. وقال "إن انغماس سوكارنو في شهواته الجنسية مع النساء الفاحشات، رغم أن قدرته حتى فيما يتعلق بهذا الخصوص أخذت تزداد ضعفا يوما بعد يوم، قد صدم المؤمنين بدين الله الحنيف إلى حد لا يطاق".
وقال المنشور، الموقع باسم "جمعية الإخوان العالمية"، إنه "بدلا من أن يساعد سوكارنو شعبه على اتباع طريق الإيمان الحق، قام بتشجيع الشيوعيين الملحدين في بلاده ليس سرا فقط بل وعلى رؤوس الأشهاد كذلك".

الإلحاد "على حيطان المساجد"

كان النظام الصيني بزعامة ماو تسي دونغ هدفا آخر للحرب السرية الدعائية البريطانية التي كانت إحدى سمات الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي الشيوعي والغربي الرأسمالي.
ففي عقد السبعينات من القرن الماضي، اشتعل الصراع بين بريطانيا والصين .
وفي الفترة بين عامي 1966 وو1976 بدأ ماو "ثورة ثقافية" سُميت بالماوية بهدف القضاء على الرأسمالية ومؤيديها وتمكين الشيوعية والحزب الشيوعي الصيني من السيطرة التامة على الصين. وخلال هذه الفترة قُتل ما بين نصف مليون ومليوني شخص.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1966، روجت وحدة الحرب الدعائية البريطانية منشورا يحرض المسلمين في الصين وخارجها على الحكومة الصينية.
وقال المنشور "كيف نقف جانبا بينما يقوم هؤلاء الملحدون وعصاباتهم الهمجية التي يطلقون عليها اسم الحرس الأحمر لماو تسي تونغ بارتكاب هذه الجرائم الشنيعة التي لا تُغتفر ضد الدين الحنيف. كيف لا نقول شيئا بينما يقوم هؤلاء الهمجيون والفوضويون بتدمير وتدنيس كل ما هو مقدس لدينا".
وحاول البريطانيون إلهاب مشاعر المسلمين ضد السلطات الصينية.
وقالوا في منشورهم "إن الخجل والفزع يختلجان في قلوبنا بحيث نكاد لا نستطيع احتمال سماع كيف أن المجرمين الحمر أغلقوا المساجد، بل الأدهى من ذلك كيف قاموا بغزو المساجد ونهبها، وكيف دنسوا الأرض المقدسة بنجاستهم الشيوعية وكيف دمروا كل شيء مقدس وكتبوا الشعارات الإلحادية على حيطان المساجد".
وتساءل :"كيف إذن لا نشعر بأن الملحدين الشيوعيين إنما ينظرون إلى جميع المعتقدات الدينية على أنها مجرد أضحوكة يسخرون منها؟".
ودعا المنشور المسلمين إلى العمل على "أن نحيي ضمير العالم ونبذل كل ما في وسعنا من قوة إلى أن يتمكن جميع إخواننا في الصين من العيش في سلام وحرية وكرامة".
وعمد البريطانيون إلى تركيز الحملة الدعائية، باسم الإخوان، ضد الصين على "الأماكن التي بها صحافة إيجابية تجاه الصين مثل سوريا والجزائر"، ثم أضافوا باكستان إلى القائمة.
غير أن الحملة لم تهمل تماما الدول التي توجد بها صحافة مناهضة للصين بالفعل بهدف "إضافة وقود إلى النيران التي ربما تكون موجودة بالفعل".

No comments:

Post a Comment